العنقاء طائر أسطوري عرف بأسماء مختلفة في الأساطير القديمة. عرف عند قدماء المصريين والفينيقيين والفرس والعرب واليونانيين والهنود وتوجد بعض الاختلافات في تفاصيل الأسطورة من بلد إلى بلد. تقول الأساطير أن العنقاء يعيش بين 500 إلى 1000 عام. عندما تقترب حياة العنقاء من نهايتها
يبني لنفسه عشا من أغصان الأشجار الصغيرة أو فوق قمة نخلة. بعد ذلك مباشرة يشتعل العش حتى يحترق تماما ويحنرق معه العنقاء، وينتج عن هذا الحريق رماد دقيق جدا. من هذا الرماد ينشأ طائر عنقاء جديد صغير، ولهذا يسمى "طائر النار" Firebird. والطائر الجديد يعيش عمرا طويلا مثل الطائر السابق ويحدث نفس الشيء بالنهاية.أوصاف وأقاويل
تقول الأساطير أن صوت العنقاء جميل كأنه غناء، طائر وديع مسالم، لون منقاره وردي ويمتزج في قميه اللون الذهبي بالبنفسجي، لون ريش رقبته يجمع بين ألوان الطيف (قوس المطر) ولكنه أكثر لمعانا وحيوية. لا يتغذى على الفاكهة أو الزهور أو اللحوم، إنما يتغذى على البخور واللبان ذي الرائحة العطرة. حجمه في حجم النسر، له عينان ودودتان عطوفتان. قال عنه بعض الرواة أنه كان يعيش في الهند ويهاجر إلى مصر كل 500 عام. بعض الروايات القليلة أن العنقاء يمكنه أن يتحول إلى إنسان. وتقول بعض الروايات أن الطائر الجديد يحنط رماد الطائر المحترق داخل كرة من نبات المر، ويودعها في هليوبوليس في مصر القديمة.
عنقاء مصر القديمة
صور قدماء المصريين العنقاء في شكل شبيه بطائر البلشون (مالك الحزين)، ذي لون رمادي أو بنفسجي أو أزرق، واعتبروه رمزا للشمس المشرقة. يعتقد بعض المؤرخين أن قدماء المصريين استوحوا فكرة العنقاء من طائر البشاروش الذي يعيش في شرق أفريقيا. كان اسمه عند قدماء المصريين "بنو" Bennu، وأقرب معنى لها هو "المشرق". لأنه يتجدد باستمرار، ربطوا بينه وبين التقويم السنوي الذي يبدأ من جديد كل عام. ربطوا بينه وبين شروق الشمس، وتجدد فيضان نهر النيل. شبهوا عودته للحياة بعد احتراقه ببعث الإنسان والمخلوقات في الدار الآخرة. اعتقدوا أنه يخلق من اشتعال النار في عشه الموجود فوق قمة شجرة مقدسة.
عنقاء فارس
كانت نشأته الأولى في الأساطير الفارسية (الإيرانية القديمة). الأساطير الفارسية القديمة تتحدث عن طائر شبيه بالعنقاء في حجمه وأوصافه. اسمه بالفارسية "عنقا". يصوره أهل فارس طائرا ضخما لدرجة أنه يستطيع أن يحمل فيلا أو حوتا ويطير به. صوروه أحيانا في صورة طاووس له رأس كلب ومخالب أسد. كذلك وصوروه في شكل طاووس له وجه إنسان. وأوصافه هي: طائر مؤنث محب للخير، بينه وبين الثعابين عداء شديد، يعيش في أرض غنية بالمياه الوفيرة،لون ريشه يشبه لون النحاس.
عنقاء الصين
عرفت الأساطير الصينية القديمة طائرا شديد الشبه بالعنقاء، كان الأخلوق الأسطوري الثاني في الأهمية بعد التنين. كانوا يرمزون لهذا الطائر لإمبراطور البلاد أو للمرأة عموما، كما كانوا يعتبرونه قائد الطيور. من أكثر صوره انتشارا رسم يصوره وهو يهاجم الثعابين بمخالبه بينما جناحاه مفرودان. قالوا عنه إنه يتكون من منقار الديك، ووجه طائر السنونو وريش دجاجة وعنق ثعبان وصدر أوزة وظهر سلحفاة ومؤخرة غزال وذيل سمكة. رمزوا برأسه للسماء وبعينيه للشمس وبظهره للقمر وبجناحيه للريح وبقدميه للأرض وبذيله للكواكب. لونوا صورته بالأبيض والأسود والأحمر والأزرق والأصفر. ورسموه أحيانا بثلاثة أرجل.
عنقاء روسيا
تصوره الروس في العصور القديمة طائرا سحريا قادما من بلاد بعيدة. طائر مبارك ولكنه يجلب النحس لمن يصطاده أو يحبسه. طائر ضخم له ريش مبهر يتلألأبأضواء حمراء وبرتقالية وصفراء كأنه شعلة من النار. لا يتوقف ريشه عن البريق والتلألؤ حتى إذا انتزع منه. كل ريشة من ريشه المتلألئ تكفي لإضاءة غرفة كبيرة. صوروه أحيانا على صورة طاووس صغير بولم النار، وله عرف على رأسه، وشعر ذيله تزينه دوائر ملونة براقة تشبه العيون. ألفوا عنه الكثير من القصص الشعبية التي لعب فيها الإنسان أدوارا مهمة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire