من هم ياجوج و ماجوج ؟ بالإقتصار على المرجعيات التاريخية و الجغرافية التي في أيدينا. في وقت لاحق، سأقيَّم مدى صحة هذه المعطيات بميزان الصريح من القرآن و الصحيح من السنة المشرفة.
قبل كل شيء، أريد أن أؤصل شيئا مهما و هو أن يأجوج و مأجوج إسمان أعجميان، كما نجد في لسان العرب : "ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبيلتان من خلق الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز...وهما اسمان أَعجميان...". و نجد لفظهما عند الأمم التي سبقتنا من أهل الكتاب و غيرهم مثلا على صورة "جوج ومجوج".
عند الخوض في الكتب التاريخية القديمة، نجد أول مرة أستعمل فيها لفظ مجوج هو في الكتابات الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد، حيث كان الآشوريون يلقبون السكوثيين الشرقيين ب "مات جوجي" و هو يعني "بلد جوجي", ذكره “ماثيو إستون” في “معجم العهد الجديد”.
و يقول المؤرخان “غنغريش” و “دنكر” أنهما عثرا على إقتباسات للكاتب و الشاعر اليوناني “حسيود” يستعمل فيها لفظ "مجوج" ليتحدث عن السكوثيين و قبائل روسيا الجنوبية في القرن السابع قبل الميلاد.
في القرن الأول قبل الميلاد، ألف المؤرخ اليوناني “سترابو” موسوعته "جيوغرافيكا" و التي وصف فيها الشعوب التي عاشت في عهده. و نجده يتحدث عن منطقة "جوج أرين" (الموافقة لجورجيا و أرمينيا حاليا).
و هذا اللقب وجد منذ القرن الخامس قبل الميلاد، حيث حكم سنة 425 قبل الميلاد منطقة”جوج أرين” الملك “أشوشا جوج أركتزي” (ما معناه أشوشا من “جوج أرين”).
و لعل المؤرخ الروماني "جوزيفوس" هو أول من ربط بوضوح بين مجوج و قبائل السكوثيين في القرن الأول ميلادي. وواطأه في ذلك الفيلسوف الإغريقي "فيلو".
و أريد أن ألحق هنا وصفا للمؤرخ اليوناني "هيرودوتس" في القرن الرابع قبل الميلاد لقبائل “المسجيت” العائشة مع السكيثيين : "هذه بعض تقاليدهم : كل رجل عنده الحق في صحبة إمرأة واحدة، لكن كل النسوة محبوسات في نفس المكان... عندما يشيب المرأ، يقدمونه ضحية مع بعض البعير. و بعد قتله، يغلون لحمه و يقيمون سهرة لأكله، فمن يستطيع أن يموت موتة طبيعية عندهم يعد محظوظا للغاية...إذا مات رجل بسبب مرض، لا يأكلون جثته بل يدفنونه و ينعونه لكونهم لم يأكلوه...و الإلاه الوحيد الذي يعبدونه هو الشمس...".
و الملفت للإنتباه أن لفظ السكوثيين كان يطلق على قبائل عديدة إمتدت من شمال تركيا إلى أقصى شرق روسيا، و بلغت شمال الصين. ولعل هذا الإستعمال الإصطلاحي للكلمة جعلها تشمل أيضا أجداد ما يعرف حاليا بالهون، و الترك و التتار و المغول. و لكل من هته القبائل خرجات مدمرة معلومة عند الجميع لعل أشهرها أتيلا الهوني و تدمير الإمبراطورية الرومانية و جنكيز خان و تدمير الخلافة العباسية.
الواضح لمن درس تاريخ شعوب شمال شرق أناضول، أن مجوج و السكوثيون إسمان مختلفان لنفس المسمى تقريبا. و سأكتفي بهذا القدر على مستوى المؤرخين لكي لا أثقل طرحي، و أستطيع أن ألحق لاحقا إقتباسات لعلماء آخرين.
و الآن لننتقل إلى علماء الجغرافيا على مر الزمن، و نتمعن في خرائطهم لأنها تمدنا بمعلومات في غاية الأهمية و هي بمثابة شهادة على أسماء الشعوب المتداولة آنذاك. و سأتناول القليل اليسير منهم لعدم الإطالة, و أرجو النظر في الخرائط الموجودة في الملف.
لنبدأ بالخريطة رقم 1 و هي ل"إيراتوستين” هو عالم رياضيات وجغرافي وفلكي يوناني عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. و خريطته للعالم كانت أدق خريطة في ذلك الوقت، و هي تعطينا فكرة واضحة على موقع السكوثيين الجغرافي. و يبدو جليا من الخريطة أن السكوثيين موجودون شمال جبال القوقاز و يمتدون حتى الأرض المعروفة حاليا بمنغوليا.
قبل كل شيء، أريد أن أؤصل شيئا مهما و هو أن يأجوج و مأجوج إسمان أعجميان، كما نجد في لسان العرب : "ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبيلتان من خلق الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز...وهما اسمان أَعجميان...". و نجد لفظهما عند الأمم التي سبقتنا من أهل الكتاب و غيرهم مثلا على صورة "جوج ومجوج".
عند الخوض في الكتب التاريخية القديمة، نجد أول مرة أستعمل فيها لفظ مجوج هو في الكتابات الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد، حيث كان الآشوريون يلقبون السكوثيين الشرقيين ب "مات جوجي" و هو يعني "بلد جوجي", ذكره “ماثيو إستون” في “معجم العهد الجديد”.
و يقول المؤرخان “غنغريش” و “دنكر” أنهما عثرا على إقتباسات للكاتب و الشاعر اليوناني “حسيود” يستعمل فيها لفظ "مجوج" ليتحدث عن السكوثيين و قبائل روسيا الجنوبية في القرن السابع قبل الميلاد.
في القرن الأول قبل الميلاد، ألف المؤرخ اليوناني “سترابو” موسوعته "جيوغرافيكا" و التي وصف فيها الشعوب التي عاشت في عهده. و نجده يتحدث عن منطقة "جوج أرين" (الموافقة لجورجيا و أرمينيا حاليا).
و هذا اللقب وجد منذ القرن الخامس قبل الميلاد، حيث حكم سنة 425 قبل الميلاد منطقة”جوج أرين” الملك “أشوشا جوج أركتزي” (ما معناه أشوشا من “جوج أرين”).
و لعل المؤرخ الروماني "جوزيفوس" هو أول من ربط بوضوح بين مجوج و قبائل السكوثيين في القرن الأول ميلادي. وواطأه في ذلك الفيلسوف الإغريقي "فيلو".
و أريد أن ألحق هنا وصفا للمؤرخ اليوناني "هيرودوتس" في القرن الرابع قبل الميلاد لقبائل “المسجيت” العائشة مع السكيثيين : "هذه بعض تقاليدهم : كل رجل عنده الحق في صحبة إمرأة واحدة، لكن كل النسوة محبوسات في نفس المكان... عندما يشيب المرأ، يقدمونه ضحية مع بعض البعير. و بعد قتله، يغلون لحمه و يقيمون سهرة لأكله، فمن يستطيع أن يموت موتة طبيعية عندهم يعد محظوظا للغاية...إذا مات رجل بسبب مرض، لا يأكلون جثته بل يدفنونه و ينعونه لكونهم لم يأكلوه...و الإلاه الوحيد الذي يعبدونه هو الشمس...".
و الملفت للإنتباه أن لفظ السكوثيين كان يطلق على قبائل عديدة إمتدت من شمال تركيا إلى أقصى شرق روسيا، و بلغت شمال الصين. ولعل هذا الإستعمال الإصطلاحي للكلمة جعلها تشمل أيضا أجداد ما يعرف حاليا بالهون، و الترك و التتار و المغول. و لكل من هته القبائل خرجات مدمرة معلومة عند الجميع لعل أشهرها أتيلا الهوني و تدمير الإمبراطورية الرومانية و جنكيز خان و تدمير الخلافة العباسية.
الواضح لمن درس تاريخ شعوب شمال شرق أناضول، أن مجوج و السكوثيون إسمان مختلفان لنفس المسمى تقريبا. و سأكتفي بهذا القدر على مستوى المؤرخين لكي لا أثقل طرحي، و أستطيع أن ألحق لاحقا إقتباسات لعلماء آخرين.
و الآن لننتقل إلى علماء الجغرافيا على مر الزمن، و نتمعن في خرائطهم لأنها تمدنا بمعلومات في غاية الأهمية و هي بمثابة شهادة على أسماء الشعوب المتداولة آنذاك. و سأتناول القليل اليسير منهم لعدم الإطالة, و أرجو النظر في الخرائط الموجودة في الملف.
لنبدأ بالخريطة رقم 1 و هي ل"إيراتوستين” هو عالم رياضيات وجغرافي وفلكي يوناني عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. و خريطته للعالم كانت أدق خريطة في ذلك الوقت، و هي تعطينا فكرة واضحة على موقع السكوثيين الجغرافي. و يبدو جليا من الخريطة أن السكوثيين موجودون شمال جبال القوقاز و يمتدون حتى الأرض المعروفة حاليا بمنغوليا.
لننظر الآن إلى خريطة رقم2 حسب "هيرودوتس" في القرن الرابع قبل الميلاد. و يظهر فيها إستعماله لتسمية "مسجات" مع "سكوثيين". و العديد من الباحثين و القساوسة يرون في قبائل "مسجات" ماجوج (الإسم أعجمي عند ترجمته للعربية يفقد كيفية نطقه، و هو باليوناني قريب جدا من مجوجيت).
الخريطة الثالثة لمحمد أبو القاسم بن حوقل” كاتب وجغرافي ومؤرخ مسلم من القرن العاشر للميلاد و من أشهر أعماله "صورة الأرض" عام 977 ميلادي. و يبدو فيها جليا و ضعه إسم "نواحي ياجوج و ماجوج" قرب الروس و البلغار (جنوب الخريطة هو الشمال).
لننظر الآن لخرائط” الشريف الإدريسي” و هو عالم مسلم و أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسين علم الجغرافيا، كما أنه كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة. و هذه الخريطة الأولى له هي الخريطة رقم 4. و فيها يبدو جليا أن ياجوج و ماجوج موجودون خلف السلسلة الجبلية التي هي شمال البلغار، يعني ما يعرف حاليا بجبال القوقاز (جنوب الخريطة هو الشمال).
و له الخريطة المشهورة "كتاب روجر" التي رسمها “الإدريسي” ل”روجر الثاني” ملك صقلية و إستغرق فيها 15 سنة. و نظرا لكون هذه الخريطة عملاقة، فلننظر إليها مصغرة أولا في الخريطة عدد 5 (جنوب الخريطة هو الشمال).
الآن سننظر بأكثر دقة للمساحة داخل المربع الأحمر، و لقد أعدت كتابة الملاحظات التي وضعها الإدريسي لأنها غير واضحة في الخريطة عدد 6.
و واضح في الخريطة أنه يرسم حتى مكان سد ذي القرنين و إمتداده، و إمتداد أرض ياجوج و ماجوج بما لا يترك طريقا للشك حول موقعهم.
الخريطة التالية هي خريطة دقيقة للقارة الآسياوية رسمها المؤرخ و الجغرافي “جيوفاني دي روسي” الذي عاش في القرن السادس عشر و هي الخريطة رقم 7. و يظهر فيها مكان ياجوج و ماجوج واضحا بينا لا غبار عليه.
و واضح في الخريطة أنه يرسم حتى مكان سد ذي القرنين و إمتداده، و إمتداد أرض ياجوج و ماجوج بما لا يترك طريقا للشك حول موقعهم.
الخريطة التالية هي خريطة دقيقة للقارة الآسياوية رسمها المؤرخ و الجغرافي “جيوفاني دي روسي” الذي عاش في القرن السادس عشر و هي الخريطة رقم 7. و يظهر فيها مكان ياجوج و ماجوج واضحا بينا لا غبار عليه.
و أكتفي بهذا الحد في الجغرافيين، وأظن أن ما قدمته يبين أنه على مر العصور لم يختلف علماء التاريخ و الجغرافيا في تحديد موقع ياجوج و ماجوج، مسلمين كانوا أو غير مسلمين.
و أريد أن أختم بأقوال بعض علمائنا المجتهدين في هذه المسألة.
و أبدأ بنقل ما قاله شيخ الإسلامي المالكي العالم الطاهر بن عاشور في تفسيره للقرآن الكريم التحرير و التنوير:
“ووقع لعلماء التاريخ وعلماء الأنساب اختلاف إطلاق اسمي المغول والتتار كل على ما يطلق عليه الآخر لعسر التفرقة بين المتقاربين منهما . وقد قال بعض العلماء : إن المغول هم ماجوج بالميم اسم جد لهم يقال أيضا سكيشوس . وكان الاسم العام الذي يجمع القبيلتين ماجوج ثم انقسمت الأمة فسميت فروعها بأسماء خاصة ، فمنها ماجوج وياجوج وتتر ثم التركمان ثم الترك . ويحتمل أن الواو المذكورة ليست عاطفة ولكنها جاءت في صورة العاطفة فيكون اللفظ كلمة واحدة مركبة تركيبا مزجيا . فيتكون اسما لأمة وهم المغول . والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر .”
و ما قاله العالم الإمام بديع الزمان سعيد نورسي في رسائل النور :
“أما يأجوج ومأجوج والسد اللذان هما من علامات الساعة، فقد كتبتُ عنهما بشئ من التفصيل في رسالة اخرى، احيل اليها، اما هنا فأقول: انه مثلما دمرت قبيلتا المانجور والمغول بالامس المجتمعات البشرية وكانوا السبب في بناء سد الصين، فهناك روايات تشير الى انه مع قرب قيام الساعة ستسقط الحضارة الجديدة ايضاً وتنهار تحت ضربات اقدام افكارهم الارهابية والفوضوية المرعبة.”
و في موضع آخر في رسائله :
“نعم! فمن اولئك الهمج قبيلة " الهون " الذين دمّروا اوروبا. و " المغول " الذين خربوا آسيا.”
و أختم بما قاله الشيخ المجتهد أبو الكلام أزاد في بحثه حول ذي القرنين و ياجوج و ماجوج :
“فمن كان هؤلاء القوم يا ترى ؟ لقد تضافرت الشواهد التاريخية على أنهم لم وكونا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية. تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلى القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة. و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" في اوروبا و باسم "التتار" في آسيا. و لا شك أن فرعا لهؤلاء القوم، كان قد إنتشر على سواحل البحر الأسود في سنة 600 قبل الميلاد. و أغار على أوروبا الغربية نازلا من جبال القوقاز.”
لكل هذه الأسباب، أقول إن ياجوج و ماجوج هم في الأصل القبائل التي كانت تسكن شمال شرق آسيا فوق جبل القوقاز و إمتدت إلى منغوليا شمال الصين.
و أريد أن أختم بأقوال بعض علمائنا المجتهدين في هذه المسألة.
و أبدأ بنقل ما قاله شيخ الإسلامي المالكي العالم الطاهر بن عاشور في تفسيره للقرآن الكريم التحرير و التنوير:
“ووقع لعلماء التاريخ وعلماء الأنساب اختلاف إطلاق اسمي المغول والتتار كل على ما يطلق عليه الآخر لعسر التفرقة بين المتقاربين منهما . وقد قال بعض العلماء : إن المغول هم ماجوج بالميم اسم جد لهم يقال أيضا سكيشوس . وكان الاسم العام الذي يجمع القبيلتين ماجوج ثم انقسمت الأمة فسميت فروعها بأسماء خاصة ، فمنها ماجوج وياجوج وتتر ثم التركمان ثم الترك . ويحتمل أن الواو المذكورة ليست عاطفة ولكنها جاءت في صورة العاطفة فيكون اللفظ كلمة واحدة مركبة تركيبا مزجيا . فيتكون اسما لأمة وهم المغول . والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر .”
و ما قاله العالم الإمام بديع الزمان سعيد نورسي في رسائل النور :
“أما يأجوج ومأجوج والسد اللذان هما من علامات الساعة، فقد كتبتُ عنهما بشئ من التفصيل في رسالة اخرى، احيل اليها، اما هنا فأقول: انه مثلما دمرت قبيلتا المانجور والمغول بالامس المجتمعات البشرية وكانوا السبب في بناء سد الصين، فهناك روايات تشير الى انه مع قرب قيام الساعة ستسقط الحضارة الجديدة ايضاً وتنهار تحت ضربات اقدام افكارهم الارهابية والفوضوية المرعبة.”
و في موضع آخر في رسائله :
“نعم! فمن اولئك الهمج قبيلة " الهون " الذين دمّروا اوروبا. و " المغول " الذين خربوا آسيا.”
و أختم بما قاله الشيخ المجتهد أبو الكلام أزاد في بحثه حول ذي القرنين و ياجوج و ماجوج :
“فمن كان هؤلاء القوم يا ترى ؟ لقد تضافرت الشواهد التاريخية على أنهم لم وكونا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية. تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلى القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة. و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" في اوروبا و باسم "التتار" في آسيا. و لا شك أن فرعا لهؤلاء القوم، كان قد إنتشر على سواحل البحر الأسود في سنة 600 قبل الميلاد. و أغار على أوروبا الغربية نازلا من جبال القوقاز.”
لكل هذه الأسباب، أقول إن ياجوج و ماجوج هم في الأصل القبائل التي كانت تسكن شمال شرق آسيا فوق جبل القوقاز و إمتدت إلى منغوليا شمال الصين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire