mercredi 2 janvier 2013

الصحابي الذي كلم الدجال


روى مسلم عن فاطمة بنت قيس أنها قالت : سمعت نداء المنادي ( منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ينادي الصلاة جامعة . فخرجت الي المسجد فصليت مع رسول الله (ص) وكنت في النساء اللاتي يلين ظهور القوم . فلما قضى رسول الله (ص) صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال : ( ليلزم كل إنسان مصلاه . ثم قال أتدرون لما جمعتكم ؟ قالوا :
الله ورسوله أعلم . قال : ( والله إني ماجمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال .
حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام. فلعب
بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفئوا الي جزيرة في البحر حين مغرب الشمس فجلس في اقرُب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لايدرون ماقبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا : ويلك ماأنت ؟
فقالت : أنا الجساسة قالوا: وما الجساسة ؟
قالت أيها القوم إنطلقوا الي هذا الرجل في الدير فأنه الي خبركم بالاشواق.
قال لما سمّت لنا رجلا فرِقنا منها أن تكون شيطانه . قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير . فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط وأشده وفافا ( أو وثاقا)
مجموعة يداه الي عنقه مابين ركبتيه الي كعبيه بالحديد قلنا :
ويلك ماأنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ماأنتم ؟
قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حتى أغتلم
فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفينا الي جزيرتك هذه فجلسنا في اقرُبها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لاندري قلبه من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ماانت ؟ فقالت أنا الجساسة قلنا وماالجساسة ؟
قالت : اعمدوا الي هذا الرجل بالدير. فإنه الي خبركم بالاشواق. فأقبلنا اليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال :
أخبروني عن نخل بيسان
فقلنا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟
قلنا : نعم
قال : اما أنها يوشك ان لايثمر.
قال : أخبروني عن بحرية طبرية. قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل فيها ماء ؟ قلنا هي كثيرة الماء . قال إن ماءها يوشك أن يذهب.
قال : أخبروني عن عين زغر . قالوا عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل في العين ماء ؟ وهي ( أو وهل ) يزرع أهلها بماء العين ؟
قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها .
قال : أخبروني عن نبي الاميين مافعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب قال : أقاتلته العرب ؟
قلنا : نعم . قال كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه .
قال لهم قد كان ذاك . اما أن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني أخبركم عني :
أنا المسيح وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الارض
فلا أدع قرية الا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو أحداهما إستقبلني ملَك بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها )
قالت فاطمة : قال رسول الله (ص) وطعن بمخصرته في المنبر :
( هذه طيبة . هذه طيبة . هذه طيبة ) يعني المدينة ( ألا هل كنت حدثتكم ذلك
فقال الناس نعم . فإنه أعجبني حديث تميم فإنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة إلا أنه في بحر الشام . أو في بحر اليمن . لا بل من المشرق ماهو من قبل المشرق ماهو من قبل المشرق وأومأ بيده الشريفة الي المشرق ) قالت حفظت هذا من رسول الله (ص) .
قال القاضي عياض : في قوله (ص) : ( من قبل المشرق ماهو ) لفظة ما زائدة صلة الكلام ليست نافية والمراد إثبات أنه من قبل المشرق.
إذن فقد أكد الرسول (ص) أن الدجال سوف يخرج من جهة المشرق .
وقيل من خراسان أو أصفهان وقد يتبادر تساؤل حول جنس الدجال في جزيرة مجهولة منذ زمن بعيد فقد اكتشفت اليوم كل الجزر ولم يظهر للدجال فيها أثر فكيف هذا ؟
الاجابة على ذلك هي : إما أن الله تعالى أخفى تلك الجزيرة عن عيون الناس
أو أنه عزوجل قد أخفى الدجال عن العيون فلايراه الناس وإن وطئوا الجزيرة .
والمؤمن الحقيق لايشك في تلك القدرة الالهية . وكانت رؤية تميم الداري آية من آيات الله في ايام الرسول (ص) أكدت صدقه وصدق ماقاله عن الدجال ولذلك فقد أسلم تميم نفسه وهو صاحب الرواية وقد كان نصرانيا
ولهذا تهلل وجهه (ص) حين أخبر أصحابه بالحديث وقال :
( فإنه أعجبني حديث تميم فإنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ) وهكذا ثبت أن الدجال الاكبر هو شيطان موثق بالحديد في احدى الجزر المجهولة. أما الاقاويل التي انتشرت عن إبن صياد لعلها كانت قبل أن يوحى الي النبي(ص) في أمر الدجال وتعيينه من خلال حديث تميم الداري وبناء على هذا ( فلا يلتئم أن يكون إبن صياد هو الدجال الاكبر
حيث أنه كان صبيا في أثناء الحياة النبوية أما الدجال الحقيقي فقد رآه تميم الداري في آواخر الحياة النبوية شيخا كبيرا محبوسا في جزيرة في البحر موثقا بالحديد.
ومع ذلك فمازال البعض معتقدا الي الان أن المسيح الدجال هو نفسه إبن صياد مستندا في هذا الي حديث أبي داوؤد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه .. وموضوعنا القادم عن الدجال وحديث سيدنا جابر ( رضي الله عنه )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire