samedi 27 octobre 2012

حقيقة الذئب البشري

 
الذئب البشري هو مخلوق متوحش سمعنا عنه كثيرا في الأساطير وشاهدنا في بعض الأفلام السينمائية .. وهو في الأصل إنسان يتحول في ظروف معينة إلى ذئب ..حيث تتقلص عضلات وجهه وتبرز أنيابه وتتقلص عضلات يديه فتنحني أصابعه للداخل فتصبح كالمخالب .. ويغطي رأسه شعر كثيف ، فيصبح نصف إنسان ونصف ذئب أو غولا يتلذذ بأكل لحم البشر وامتصاص دمائهم !!..

ولكن .. هل الذئب البشري هو مجرد خرافة اصطنعها سكان الريف والغابات – كما شاع عنهم – أو انه نموذج ابتكره صانعو الأفلام السينمائية ، أو انه موجود بالفعل في الواقع ؟!. . في الحقيقة أن هناك دلائل علمية تشير إلى أن الذئب البشري ليس مجرد خرافة لكنه موجود بالفعل .. بمعنى أن هناك حالات يحدث فيها أن يتحول المرء العادي إلى ذئب مصاص للدماء ، على النحو السابق .. بل أن هناك بشرا من أصحاب الدماء " الزرقاء" توجد فيهم أصلا و حشية الذئاب.




الذئاب البشرية في الأساطير القديمة:

الذئاب البشرية حالات موجودة في الحياة منذ زمن بعيد وكثيرا ما نسجت حولها الخرافات و الأكاذيب .

يقول المؤرخ اليوناني "هيرودتس" الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ، أن المستكشفين في عصره الذين سافروا إلى منطقة البحر الأسود جاءوا يروون حكايات غريبة عن أناس هناك يتحولون إلى ذئاب بفعل الأسحار. 


وقال الفيلسوف الروماني "بليني" في القرن السابع عشر : أن تحول الإنسان لذئب بشري يكون لغضب الرب عنه .. ووصف كيفية حدوث ذلك على النحو التالي : يؤخذ الضحية إلى النهر بقوى خفية ويجبر على أن يجتاز مياهه إلى الشط الآخر . فإذا استطاع ذلك واستطاع أن يحيي وسط المياه الثلجية .. يتحول على الشط الآخر إلى ذئب ويجول مع الذئاب الأخرى لمدة تسع سنوات .. فإذا استطاع خلال هذه الفترة أن يقاوم الإغراء بأكل لحوم البشر يرتد مرة أخرى إلى إنسان أما إذا اقدم على الفتك بالبشر وامتصاص دمائهم يظل ذئبا حتى آخر العمر !!


وكان هناك تفسيرات كثيرة لحالات الذئب البشري ..منها مايقول أن الرجل والمرأة اللذان يولدان في عيد الكريسماس يميلان عن غيرهما للتحول إلى ذئب !!..وهناك رأي آخر يقول : أن الذئاب لبشرية تظهر بدافع عامل وراثي بمعنى أن هناك خطيئة ارتكبها الأب أو أحد الأجداد ..أدت إلى حلول روح الوحشية بالأولاد ، فيتوارثون جيلا بعد آخر صفة التحول إلى ذئاب للتكفير عن الخطيئة التي ارتكبها أسلافهم ! وهناك من يقول أن الأمر قد يأتي بالصدفة البحتة حيث تدب روح الشيطان في رجل أو امرأة ويكتسب القدرة على تغيير الشكل والتحول إلى ذئب.


وهناك من يدعي أن ضعفاء الأرض من المسالمين والبسطاء قد يتحولون في وقت اكتمال القمر إلى ذئاب .. تعويضا عن ضعفهم كبشر.


ذئب بشري في قسم الشرطة:

ففي سنة 1987 حدثت حكاية لذئب بشري كان بطلها عامل بناء اسمه "بل رامسي" يقيم بمنطقة "اسكس" في انجلترا .. ويبلغ من العمر 43 عاما.

ففي شهر يوليو من نفس السنة فوجئ رجال قسم الشرطة في المنطقة بدخول ذلك الرجل عليهم وهو في حالة هياج شديد وراح يعوي كالذئاب وكانت ملامح وجهه مخيفة ، وأصابع يديه متقلصة بشدة . واستمر في الضجيج والصياح إلى أن جاءه الطبيب .. واعطاه حقنة مهدئة قوية المفعول ، لكنه رغم ذلك لم يهدأ تمام إلا عندما ارتطمت رأسه بشدة بسور خشبي .. وسقط على الأرض مغشيا عليه .

وتم احتجاز " رامسي " في مستشفى رنويل لمدة 28 يوما أجريت عليه مجموعة كبيرة من الاختبارات .. وصرح رامسي في نهاية المدة : " لقد انتابتني هذه الحالة ثلاث مرات من قبل خلال ست سنوات حيث تبرز أسناني وتتقلص أصابع يدي .. وامشي على أطرافي الأربعة .. واعوي كالذئاب .. واتصرف كالحيوانات .. لكني في كل هذه المرات لم أؤذ نفسي على الإطلاق .. ولا اعرف ما افعله بالضبط أثناء هذه النوبات إلا مما يخبرني به الآخرون بعد أن أعود لحالتي الطبيعية ".



كيف يفسر العلماء تحول إنسان إلى ذئب:

فمن الأطباء من يرى أن الأعراض التي تظهر على الشخص عند تحوله لذئب هي نفس الصورة الإكلينيكية لمرض الكلب (Rabies) لذلك من المحتمل جدا أن الذئب البشري هو إنسان مصاب بفيروس المرض الذي يصيب الذئاب وكذلك الكلاب نفسها .. وانه انتقل إليه بسبب عضة كلب أو ذئب مصاب بالفيروس.

وتظهر أعراض المرض خلال بضعة أيام من التقاط العدوى .. وتشمل هذه الأعراض أساسا حدوث نوبات من التقلصات الشديدة للعضلات قد تصل لحد التشنجات .. وتتسبب هذه التقلصات في ظهور الشخص في صورة وحشية كالذئب حيث تصيب عضلات الوجه والفم خاصة فينفرج عن الأسنان فتبدو بارزة واضحة .. كما تتركز المتقلصات بعضلات اليدين والأصابع فتظهر أصابع اليد منقبضة بتوتر ناحية الكف فتظهر "اليد" المميزة لهذه الحالة والتي تبدو كمخلب النسر .


وهناك رأي آخر يقول : أن بعض أنواع من أدوية الوقت الحالي تحتوي على خلاصات من النباتات والحيوانات مثل عش الغراب والضفادع .. وبعض هذه الأنواع قد تتسبب في حدوث هلاوس ومتوهمات قد تجعل الشخص يتصور انه حيوان ..


وهناك احتمال آخر يتعلق بالغذاء فمن الملاحظ أن مخازن الغلال تتعرض للإصابة بفطر ارجوت (Ergot). والذي تحدث عنه أعراض مشابه لعقار LSD .. الذي يتعاطاه المدمنون ويؤدي بهم إلى الهلاوس.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire